الله واجب الوجود , و هو فوق الزمان والمكان , يحمل قدرة وجوده وكل الموجودات تستمد وجودها منه . واحد أزلي , لا شريك معه فهو لا يحتاج الى شئ لأنه غير محدود , كامل بذاته , لا يتغير .
وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه :
ما الذي كان يفعله الله الواحد قبل خلق السماء والارض والملائكه والبشر ؟ اذ لم يكن أحد سواه , ماذا كان يفعل ؟ هل كان يتكلم ويسمع ويحب ؟ أم كان صامتا في حالة سكون ؟؟
وحدانية الله ليست وحدانيه جامده مصمته , لكنها وحدانية واجبة الوجود بذاتها , وحدانية عاقله في ذاتها , وحدانية حيه في ذاتها , فلا نستطيع أن نتصور أن الله , حاشا له , لم يكن في أي زمان موجودا , أو عاقلا , أو حيا !!
فوحدانية الله لها خصائص تميزها , فهي وحدانية بسيطه لا تتجزأ ولا تنفصل كوحدانية الانسان المركبه من نفس , وروح , وجسد , يمكن الفصل بينهم بالموت , انما هي وحدانيه جامعه لكل ما هو لازم لها ومانعه لكل ما عداها وخاصياتها توضح الكيان الالهي .
الله غير محدود لا يدرك ادراكا تاما , لكن لا شك مطلقا أن الانسان , و ان كان يصعب عليه بسبب محدودية تفكيره أن يعرف الله معرفة تامة , الا أنه يستطيع أن يكتسب عن الله معرفه صحيحه ومؤكده .
ان الانسان لا يعرف الله كما يعرف الله نفسه , لكن الله يعلن للانسان عن ذاته بالقدر الذي يستطيع الانسان ان يدركه , و لذلك تصبح اعلانات الله هي المصدر الامين الذي يستقي منه الانسان المعرفه الصحيحه عن الله .
الله ذو الكمال لا يمكن أن يتغير , حيث انه كامل في جوهره و صفاته , فهو لا يزيد ولا ينقص في محبته مثلا .
فلا نستطيع أن نتصور أن الله قد مرت عليه أزمنه قبل خلقه للسماء والارض والملائكة والبشر , لم يمارس فيها صفة المحبه على سبيل المثال !!!. وهنا نعود للتساؤل :
مع من كان يمارس الله هذه الصفات , ممن كان يسمع الله قبل الخليقه , لمن كان يتحدث الله قبل خلقه للموجودات ؟؟
بما أن الله ازلي الوجود فهو يمارس صفات طبيعته الازليه منذ الازل .
فمع من كان يمارس هذه الصفات ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق